إن عشقنا فعذرنا ..

إن عشقنا فعذرنا .. بأضواء شموع خافتة تذوب و تحترق و تبذل كل ما في وسعها و طاقاتها يتبدد بعض الشئ ظلام ليل حالك قد أرخي سدوله علي تلك الزاوية التي فيها أجلس علي مقعدي و تحيطني كتبي و أوراقي و أحباري من حولي بحفاوة و تغمرني بدفء و حرارة يتلاشي برفقتها في غيابك أي شعور ببرودة شتاء أو وحدة أو افتقاد .. و لا تلبث إلا و أن تتضاءل أنوار الشموع أمام ضوء قنديل بالكاد ينير غرفتي و ليس بمقدوره أن ينير ما جاورني من غرف .. فأطل من نافذتي فأجد القمر يملأ أرجاء الكون بنوره ثم أنظر إلي القنديل فيبتسم و يقول: من الممكن أن تضعني في مقارنة مع ضوء بضع شمعات بائسات قد تحاول حينها أن تكون عادلا بعض الشئ و لكن يتوجب عليك أن تتمهل قليلا و تعيد حساباتك في نظراتك الحائرة تلك .. فأتبسم ضاحكا و أتطلع إلي القمر في هدأة ليله و هو يتوسط نجماته اللاتي هن دوما فيه هائمات و به متيمات و الذي يستمد نوره و وهجه و يقتبسه من ضوء الشمس و التي ما أن تلبث و تعلن عن شروقها و نشر أشعتها الذهبية حتي يخفت بريق القمر و يبدأ في لملمة أوراقه و الغوص في أعماق الأفق و يشير إليها من بعيد مودعا و مستأذنا إياها في الرحيل علي وعد بالبزوغ مجددا في ليلته التالية .. هكذا أنا أقع في الحيرة ذاتها عندما يعلن وجهك الوضّاء بتوقيت قلبي المحليّ عن إشراقاته في دنياي حينها يتواري جمال النساء جميعهن خجلا أمام سحر و بريق عينيكِ الفاتنتين و لا أملك في الاخير إلا أن ألوذ في حضورك إلي الصمت حتي أحتفظ بحظوظي فيما تبقي لي من بعض الوسامة .. فالصمت كما يقول "نزار" في حضرة الجمال جمال .. أحمد محمد الملاح التائه ..