و أنسي دوما أنني آدم .. و لم يكن يُعنيني أن كل آدم - لدواعٍ قلبية - يبدأ عن كثب رحلة بحثه عن حواء .. يبذل كل ما في وسعه ليصل إليها و يكتمل بها و يكمل معها الحياة.. و كم ساءلت نفسي ما الذي كان يحول بيني وبينها ؟ ولماذا لم أنشغل بوجودها في حياتي ؟ و لم أكن أعثر علي إجابة تهدي حيرتي و تذهب غيظ قلبي .. وتنقذ ما تبقي مني من بين براثن الحرمان .. و لم أكن آبه أو أتنبه إلي أنني بحاجة ماسة إليها .. حواء ..كما يشتاق القلم دوما إلي الدواة .. و كما يبني الطائر عشه و ينتظر أن تملأه بالسعادة و الفرحة أنثاه .. و كما يتلهف الصبح للشمس كي تبعث الدفء في الكون و ترسل أشعتها في كل زواياه .. و كما يتوق الليل للقمر كي ينشر في أرجاء السماء نوره و سناه..و كما يتمني أن يجد الملاح التائه شاطئه و يعثر يوما علي مرساه .. أحمد محمد الملاح التائه ..