كُوُنِي لِيَّ مَاَءًا أَكُنْ لَكِ نَهَرًا ..
"أنا عنكِ ما أخبرتهم ولكنّهم لمحوكِ تغتسلين في أحداقي" كلما قرأت هذه الكلمات لـ"نزار" أقف أمامها متحيرا متساءلا أنّي لإمرأة أن تغتسل في أحداق رجل وهي مَنْ تزيل عن جبينه عناء البعد عنها والسفر وهي مَنْ تمحو من عينيه أرق السهاد لأجلها والسهر وهل يستمد من ضوء الشمس وهجهه ونوره إلا القمر .. أنّي لماء أن يَغْتسِل بوعاء بل أنّي لقطرات ماء عذبة أن تغتسل بماء عين مالح ؟!!
أجل فالمرأة هي قطرات ماء متدفق والذي يكون سببا في إنبات ومنح الروح لكل كائن حيّ أما للرجل فتكون هي كل الحياة .. ولكن لا يريد الرجل أن يسري عليها ما يسري علي الماء من تغير في طبيعتها أو تقلب في مزاجها .. فلا يتمناها جامدة الإحساس بلا قلب ولا مشاعر كقطعة ثلج بلورية لها بريق أخّاذ ولكنها تكون صلبة لا نبض فيها ولا إحساس .. لا يتمناها كفكرة تداعب وتراود خيال كاتب من بعيد وكلما حاول أن يُحكم قبضته عليها تتبخر وتتسرب وبلا سبب تهجر ..
ولكن يتمناها عذبة رقراقة كقطرات الندي وحبات المطر نقاءها طبيعي لا تكون بحاجة إلي ما يصفيها .. قد يكون هو مَنْ يعكر صفوها بكلمة ولكنه سريعا ما يُحَلي فمها ببسمة أو نظرة أو لمسة حانية .. يتمناها كـ سر غامض يرهقه يختبئ ويتواري عن الأنظار كماء يوجد في أعماق الأرض ولا يصل إليه إلا بجهد ومشقة .. عندها لن يتوقف نداء الرجل : كوني لي ماءا منسابا جاريا علي راحة يدي أكن لكِ نهرا بامتداد ضفافه أحتويكِ وأضمكِ وإذا ما فاض ماءك منه أرتوي ..
#أحمد_محمد_الملاح_التائه ..